%D9%87%D9%84%20%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%82%20%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%AD%D9%8A%D8%B4%20%D8%A8%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%9F - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إسعاف الأمنيات (אמבולנס המשאות)
هل تتحقق أمنية السيدة تركية البطحيش برؤية اختها؟
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 26\07\2010
في قصة تشبه الخيال فازت السيدة تركية البطحيش من مسعدة "بجائزة" غريبة من نوعها، قد تتمكن من خلالها من رؤية أختها التي تعيش في قرية حضر بعد أكثر من أربعين عاماً من الفراق.

وفي تفاصيل القصة، فإن السيدة أم ماجد تركية البطحيش من مسعدة، والتي تبلغ الثمانين من عمرها، تعاني من وضع صحي صعب، وهي طريحة الفراش منذ عدة سنوات، ولم يكن يخطر ببالها أنها ستتمكن من رؤية شقيقتها التي تعيش عبر خط وقف إطلاق النار في قرية حضر وهي على قيد الحياة، خاصة وأن أوضاعها الصحية لا تبشر بالخير، وهي في سن متقدمة جداً.

القصة بدأت من مشروع أقامته مؤسسة "نجمة داوود الحمراء" الإسرائيلية، على أن تقوم بموجبه بتحقيق الأمنية الأخيرة للأشخاص الذين يعانون أوضاعاً صحية صعبة، وقد تكون أيامهم معدودة. ومن المؤكد أن القائمين على هذا المشروع لم يفكروا ولو للحظة أن "الحظ" سيبتسم لسيدة من مسعدة، وأن أمنيتها ستكون بسيطة جداً، ولكنها في نفس الوقت صعبة التحقيق.
فبعد أن اختار الكمبيوتر اسم السيدة تركية بطريقة عشوائية من بين المرضى الموجودة أسماؤهم في بنك المعلومات لديه، تفاجأ المسؤولون عن البرنامج بطلبها، وهو ببساطة مشاهدة أختها. لكن الابتسامة مالبثت أن زالت عن وجوههم فور أن عرفوا أن أختها تعيش في (سوريا)، وأنه ليس بالسهل تحقيق هذه الأمنية، بالرغم من يساطتها.
فأم ماجد تقدم الطلبات للسلطات الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثين عاماً دون أن تحصل على موافقتها للسفر إلى دمشق للقاء أختها، فكيف لهم حل هذه المعضلة.
ولكن المؤسسة وقعت بفخ لم تحسب له حساب، وأصبح لزاماً عليها تحقيق أمنية السيدة مهما تطلب ذلك.
وبالفعل بدأت المؤسسة تجري اتصالها بالجهات الرسمية المعنية لترتيب التصاريح والأوراق اللازمة.

وإذا ما تم ذلك، فإن الترتيبات تجري على أن تنقل السيدة المقعدة في سيارة إسعاف خاصة إلى معبر القنيطرة، حيث تدخل بمرافقة طبية وبإشراف الصليب الأحمر الدولي إلى نقطة تتوسط منطقة الفصل في القنيطرة، على أن يؤتى بأختها من الجهة المقابلة، فتلتقي الشقيقتان هناك لمدة 12 ساعة، تعود بعدها كل منهما إلى بيتها.

اللقاء سيكون في سيارة الإسعاف المذكورة، وهي سيارة خاصة مجهزة لمثل هذه الأحداث.

السيد ماجد البطحيش، ابن السيدة تركية، قال لنا في حديث هاتفي أجريناه معه مساء أمس، أنهم لا يزالون غير متأكدين من أن هذا اللقاء سيتم، وهم يتمنون ذلك، فالأم لم تر أختها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، حيث التقيتا للمرة الأخيرة في الخيمة التي كانت تقام لهذا الغرض في منطقة عين التينة في السبعينات من القرن الماضي، ولم تلتقيا منذ ذلك الحين.
وعن وضع والدته الصحي قال السيد ماجد أن وضعها صعب، وأنها طريحة الفراش، وهي امرأة قد تجاوزت الثمانين عاماً من عمرها، وكانت أمنيتها الوحيدة في السنوات الأخيرة مشاهدة اختها التي تعيش في قرية حضر، فعسى أن يتم لها ذلك.